الخميس، 15 أكتوبر 2015

أحكام القول

لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186)) آل عمران 

ذُكرت كلمة الأذى في القرآن الكريم في مواطن عدة ، وتلخصت في الأذى المادي والأذى المعنوي، الأذى المادي كما في قوله تعالى: ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ ) أو (وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى من مطر)، والأذى المعنوي وخصوصاً الصادر من اللسان بالقول كما تشير الآية أعلاه أو فيما يخص موضوع الصدقة (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) ففي الصدقة إيذاء نفسي يشمل أذى اللسان، وفي العموم فإن أذى اللسان مع التكرار والمزايدة قد يصل إلى أذى الجسد.
ومن الآية محط الكلام نفهم أن اللسان قد يكون مصدراً لأذى الآخرين، وقد يكون على عكس ذلك مصدراً  للخير كما في قوله تعالى : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)، والمعروف هو عكس المنكر، فهو أحكام الله ، وما ينفع الناس بصورة عامة.

(وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِعنوان الصبر في مواجهة الأذى من القول هو السكوت سكوتاً إيجابياً، والرد بتقوى، فلا يكون رد الإيذاء بإيذاء مثله فهذا انحدار لمقام المؤمن وتنازلٌ عن مقام الصبر، بل يجب أن يقابل هذا الإيذاء بالصبر الحسن. وحث الله سبحانه وتعالى نبيه بأن يقول القول البليغ في الأنفس ليس بقصد الإيذاء ولكن بقصد الإصلاح (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) وعندما تخاطب من آذاك في القول يمكنك أن تقول له قولاً بليغاً بدلاً من أن تؤذيه، فنتيجة الأذى نتيجة سلبية، أما القول البليغ فقد يثمر فيمن أراد الإصلاح.

والآية تعتبر ذلك الصبر على أذى القول من عزم الأمور، وهنا مقياس للمؤمن يمكن له أن يقيس من خلاله إيمانه بقياس قوة عزمه في الصبر وعدم الانهيار والانحدار أمام استفزاز الإيذاء بالقول. هل أستطيع أن أصبر على هذا القول أم لا؟ إن استطعت فهذا من العزم.

نحن هنا أمام حكم من أحكام الله سبحانه وتعالى لأن الآية تحث على الصبر في مقابل القول، وعلى المؤمن أن لا يغفل قلبه عن هذا الأمر الهام، على أن يتذكر دائماً أن الله سبحانه وتعالى يكتب ما يقوله اللسان فلا يفلت منه شيء إلا وقد أُحصي، فمن هنا وجب أن ننتبه لجارحة اللسان فهو سلاح ذو حدين، فإن أحسنا في استخدامه فذلك مسجل وإن أسأنا في استخدامه فالإساءة مرصودة أيضاً. 

يبقى أن نشير إلى أن التعامل مع الآخر مبني على أساس الاحترام ، فمهما كانت طائفة هذا الآخر ومهما كان انتماؤه، فالتعامل بصورة عامة يحتاج إلى ميزان صحيح بأن من أمامي هو بشر مثلي ، فإن وُضع هذا الميزان كان الإحساس عالياً في القول وغير القول. 

(وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)) الأنعام 
هذه الآية من الوصايا العشر في سورة الأنعام في آيتي (151) و ( 152).
العدل: هو المساواة بين الناس، عندما تتحدث لا تميل نحو أحد، لا تأتي ناحية القربى من ناحية قرب في العرق أو كصداقة فلا أميل إلى أخ على الغريب على سبيل المثلا، بمعنى أن لا أميل بالعطافة. وإذا التزم الإنسان بالعدل في القول فهو قريب من العدل في الفعل أيضاً. والمجاملات في القول دائماً تنبع بسبب اختلاف المقامات للناس فالناس تتجامل مع صاحب المقام العالي حتى وإن أخطأ  أو بسبب البغضاء أو بسبب الهوى في الدين أو غيره.
مثل على العدل في القول: لربما كلمة تفسد المنزل، أن نتحدث مع ابني وزوجته، أو بنتي أو زوجها، عدم العدل في القول لو أنا جاملت قد أفسد هذا الأسرة الصغيرة.

(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمْ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20)) النور 
الآيات مهمة جداً ، وفي هذا الزمن يمكن أن يؤخذ هذا الأمر التي تدعو له الآيات بتهاون دون شعور، الآيات تمنع أن يتحدث المؤمن في هذا الأمر بتاتاً، والرد على أي ادعاء على اتهام أي أحد بالفحشاء (ما ينبغي أن نتحدث بهذا) ، يجب أن نفهم أن هذا الأمر عظيم، ويجب أن أعلم أن الخوض فيه يوجب الجلد ثمانين جلدة ، فلا ينبغي أن نتحدث بدون شهداء.
الآية تقول:(لولا ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا) الظن الحسن مطلوب من المؤمنين في المجتمع والرد على المدعي هو أن هذا إفك مبين، فإذا لم تأت بالشهداء فالمدعي هو كاذب. 
 
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) سورة البقرة (83) 
كل الذي كتب في التوراة هو مكتوب علينا نحن أيضاً ، القول الحسن هو أحد بنود الملة ولا نريد أن نستهتر بهذا البند.  
وقولوا للناس حسناً، هذه الآية تتحدث بشكل عام أي لأي ناس تبع أي دين وأي ملة وأي قبيلة، والآية تشير إلى ضرورة أن يمتنع الإنسان عن قول السوء للناس. يجب أن يخرج المؤمن من قلبه الكراهية لأي دين آخر. 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً (*) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (*) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) سورة الأحزاب (69)و (71) و (70) 
هناك قول زور قيل في موسى وهذا القول كان مؤذٍ لموسى، ولكن الله برأه من هذا القول، والآية تأمر بالقول السديد وهو القول الكامل الذي  لاينفذ إليه الخطأ، فالقول يفتح أبواب وقد تكون هذه الأبواب أبواب شر، أي اجعل الكلام في صلب الموضوع ولا تزغ عنه، ولا تضف فيه ما يفتح أشياء سيئة.  
يصلح لكم أعمالكم، أي أن عاقبة القول السديد هي صلاح الأعمال الأخرى للإنسان، وفي ذلك طاعة لله وللرسول وفيها فوز عظيم. 

(لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً (*) إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) سورة النساء (148)و(149)

مسودة :  
جاءت هذه الآية الشريفة ضمن موضوع عام، وفي الخصوص  تتحدث عن عدم الجهر بالسوء. الجهر هو أن يتحدث المتضرر عن شيء خاص عن أحد الناس فيكشف سره، وقد يكون المعنى رفع الصوت تجاه من يؤذينا. 
فهناك أذى يجبر الآخر أن تجهر بالسوء، والله يقول أنه لا يحب هذا الجهر بالسوء، والآية تأمر أن لا يتم الجهر بهذا القول.
"إن الله كان سميعاً عليما" الله سبحانه وتعالى يعلم ويسمع ما أنت فيه، والمؤمن لا ينس وجود الله معه في مشاكله الاجتماعية، قد تكون مظلوماً ولكن الله يسمع صوتك، والمؤمن يشكي لله وهو يسمع، والعبودية هي أن تجعل الله سبحانه وتعالى أمامك دوماً، وأن تستدعي الله كاستدعاء الطفل لأبيه في كل مشاكله وفي كل شكاواه.
"إن تبدوا خيراً أو تخفوه" تبدي خيراً
بقولك أو في حسن الظن، أو تخفي هذا الخير في نفسك ، أو أن تعفو عن هذا السوء.
العفو أولى للإنسان وأهون لنفسه وأريح له.   هل يجوز كتم السوء؟ نعم هذا يكون في العفو عن السوء، فهو في النفس ولكنه عفى عنه.
وكان الله عفواً قديراً : أي أن الله سبحانه وتعالى قادر على العفو، وقادر على الأخذ بالعقاب.

(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) سورة لقمان (19)

مسودة
واقصد في مشيك: أن تقتصر على ما  تحتاج في سبيل الوصول إلى ماتريد، خذ حاجتك بقصد ، لأن في غير هذا يكون ، لا تجعل خروجك  بغير هدف. اذهب لقصدك في الحركة. 
تعامل مع الناس على أساس أن لهم حقوق في هذه الدنيا، 
القصد : قد يكون المقصود عدم التسكع في الشوارع بدون هدف.

الحمار لا يستطيع أن يعبر عن حاجته إلا بنبرة مرتفعة ونفس النبرة ، صوت الحمار منكر بمعنى أنه صوت قوي في شيء ضعيف، أي أن الحمار يعمل تنكر في صوته، وهو يبلغ بقوة عن سوء قوة صوت الحمار، يمكن أن نصل إلى هذه الحالة عندما نتعامل  مع الناس، والآية تحذر من أن لا نصل إلى هذه الحالة، إلى ارتفاع الصوت ، وتعامل بإخفاض الصوت.
إذا كان لديك الحق، فلا تحتاج إلى رفع الصوت، صوت الحمار سيء.
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، الحمار يتنكر في صوته، الله لايريدنا أن نخوف الآخرين بارتفاع الصوت.

(لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) سورة النساء (114) 
مسودة 
النجوى: هي موضوع الكلام، الآية تقول هناك نجوى تكون بين الناس، وتقول أن أغلب الكلام في الشيء الذي لا خير فيه، والآية تشير لما فيه الخير في النجوى، وهنا يذكر الصدقة الإصلاح. 
ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله: فالهدف أن يكون هذا من أجل الله.
الآية تلغي أن نجلس للحديث عن الأشياء التي لا فائدة منها، فارغ من القصد والخير، الذين هم يتكلمون في الفارغ، وإذا تحدثنا علينا أن نتحدث في الخير. 
الصدقة للمتعفف تحتاج إلى السر، وكذلك الإصلاح بين الناس يحتاج إلى التستر على المشاكل البينية ، فصدقة السر فيها حفظ لكرامة الفقير، والإصلاح بالسر لها أثر بالغ في إحداث الإصلاح. 


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) الحجرات (12)

مسودة 
الظن : الآية تريد تقوى من المؤمن، الله يريدنا أن نتق في الظن، لأن بعض الظن إثم، أي إنسان يخطئ في الظن أي أن نظن أن هناك فعل سيء قد حصل، وفي موضوع الظن يقع سريعاً، الظن ليس هو الحق، وأن الظن لا يغني من الحق شيئاً، لو اتهمت في الظن تكون قد جنيت على الإنسان. على كل مؤمن أن يكون حريص على ذلك.
الوقوع في خطأ الظن السيء يقود إلى التجسس، الذي هو مشكلة أخرى.  

التجسس: التجسس على الناس بسبب التطفل من أجل معرفة أخبار الآخرين، لو كل واحد اهتم بشؤونه فقط، الغرب وصل إلى خطوات، لا أحد يسأل عن شيء حتى يتحدث صاحب الشأن نفسه.

الغيبة: الغيبة هي أن تذكر المؤمن في شيء يستطيع أن يرد عن نفسه في حضوره، ويصف هذه الحالة بأكل لحم ميت، أي لحم جيفة أن أنه نتن، يصلنا إلى الوصف الذي تقشعر منه الجلود، الغيبة أيضاً تؤدي إلى الظن، ويؤدي إلى تخيلات غير حقيقية، لو وجد الشخص الذي تم التحدث عنه لكان قادر على الرد عن نفسه. 

نوع من جهاد النفس، من أعظم الأشياء أن يستصغر الإنسان هذه الذنوب، 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) النساء (135) 
الله ينصبك أن تكون شاهد لله وليس لغير الله، 
القسط هو الحق، عندما أحكم بيني وبين أي أحد غريب، أو بين الأقارب وبين الغريب، الله سبحانه وتعالى يقول أنا أولى بك منهم. الهوى يميل بينه الأقربين، أعدل بين الذي لي وبين الغريب ، انتبه عندما تتعامل مع الآخرين. لا تعطي إلا مما تملك، ولا تأخذ إلا حقك، 
الميزان هو الشرع، أن تحكم الميزان، المسألة التي أنت فيها ما فيها. العدالة 
"بما تعملون خبير" الله سبحانه وتعالى يقول أنا خبير بمن ينفذ، كثير من الناس فيه ميل في الحكم على الآخرين. واتباع الهوى تجاه الآخرين. إيلاء الحقيقة هو لو الحقيقة حتى يظهر أمام الآخرين أنه عادل. 
(إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)) ق